المشاركات

عرض المشاركات من مارس, ٢٠٢٣

معالم العبودية في ركعتي الفجر

بسم الله الرحمن الرحيم روى الإمام مسلم (725) عن عائشةَ -رضي الله عنها- أنَّ النبيَّ ﷺ قال: « رَكْعَتَا الْفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا »، وركعتا الفجرِ هي أحدُ السننِ الرواتبِ، والسننُ الرواتبُ: هي النوافلُ المتعلقةُ بالفرائِضِ التي داوَمَ عليها النبيُّ ﷺ. ومن فضلها العظيم أنها خيرٌ من الدنيا وما فيها،  بل قال ابن العربي المالكي: " فلا خلاف بين العلماء أنَّ تسبيحةً واحدةً خيرٌ من الدنيا وما فيها، فكيف بركعتي الفجر؟ ". [عارضة الأحوذي (2 / 244)]  وهذا الحديث وغيره من أدلة الكتاب والسنة التي تُذكر العبد بالمفهوم المستقيم للحياة الدنيا، وتُبيِّن له الغاية الأولى والعظمى من وجوده، وهي عبودية الله سبحانه. البعض إذا سمِعَ لهذا الخطاب ظنَّ أنَّ المرادَ هجرُ ملذات الدنيا والاستمتاعُ بها، ولا شكَّ أنَّ هذا فهمٌ مغلوط، قال سبحانه: ﴿قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنْ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾. لكن لما كان الإنسان ظلومًا جهولًا، كان من تربيةِ اللهِ لهُ: تحذ